تطرق المحور الثاني من استراتيجية مبادرة ‹› واحات مستدامة ‹› للحفاظ على النظم الإيكولوجية للواحة ويتناول ثلاثة مكونات تشمل ما يلي حمايــة التنــوع البيولوجــي والتــراث الطبيعــي الواحاتــي؛ حمايـة تقنيـات الإنتـاج واسـتعمال أمثـل للمـوارد المائية؛ حماية التراث المعماري والثقافي. يتعلـق الأمـر عمومـا للعمـل مـن أجـل الحفـاظ علـى نظــم الواحــات «لا تلمــس – don’t touch›› بمــا فــي ذلــك النظــم البشــرية التــي تتضمنهــا. ​ 1.2 حمايـة التنـوع البيولوجـي والتـراث الطبيعـي للواحـات وسـوف تركـز الجهـود علـى حمايـة التنـوع البيولوجـي النباتــي والحيوانــي والتــراث الطبيعــي للأنظمــة الواحاتيــة. وفــي هــذا المجــال، ســيتم التخطيــط للعديــد مــن الإجــراءات لمحاربــة عوامــل تدهــور المــوارد الطبيعيــة، وخاصــة تلــك المتعلقــة بمخاطــر تغيــر المنــاخ والأمــراض والآفــات والأنشــطة البشــر ية . فيمــا يخــص مكافحــة المخاطــر التــي يتعــرض لهــا التنــوع البيولوجــي، فــإن مبــادرة «الواحــات المســتدامة» تقتــرح تطويــر نظــم الإنــذار المبكــر لمواجهــة حــالات الجفــاف والحرائــق والفيضانــات وانجــراف التربــة وزحــف الرمــال والجــراد وتفشــي آفـات وأمـراض أخـرى. وكل هـذه الأنظمـة ستسـاعد علــى منــع المخاطــر والحــد مــن تأثيرهــا مــن خــلال اتخــاذ الاجــراءات المناســبة. يمر تعزيز قدرة تكيف النظم الواحاتية عبر: دعــم البحــث والتطويــر حــول التنــوع البيولوجــي لهــذه النظــم الإيكولوجيــة؛ دعــم التحســيس والتواصــل مــع الفاعليــن، وصانعــي القــرار والعامــة؛ خلــق شــبكة مــن المراصــد مخصصــة للتتبــع والرصــد والإنــذار خصوصــا فــي مجــالات: الزراعة والتنمية القروية؛ إدارة النفايات الصلبة والسائلة. مكافحة تدهور التربة والمياه؛ الإدارة المســتدامة للمــوارد الطبيعيــة: الميــاه والتربــة (النظــم الإيكولوجيــة بمــا فــي ذلــك المناظــر الطبيعيــة)؛ إدخــال أنظمــة لتثميــن والاســتخدام الســليم للتنــوع البيولوجــي لضمــان حمايتــه واســتدامته. وبالنظــر إلــى أهميــة المنتزهــات الطبيعيــة ودورهــا فــي المحافظــة علــى هــذه الثــروات الطبيعيــة، ســيتم فــي إطــار هــذه المبــادرة خلــق وتعزيــز وتطويــر المنتزهــات الوطنيــة والمجــالات المحميــة. وسـوف يسـتند إنشـاء هـذه المنتزهـات إلـى تحديـد وتوصيــف المناطــق ووضــع مخططــات وتصاميــم الإدارة الملائمــة. أمـا فيمـا يخـص إجـراءات مكافحـة الأمـراض والآفـات والفيضانـات وعوامـل أخـرى مـن التدهـور والتلـوث، فـإن العمليـات المقترحـة سـتتضمن العناصـر التاليـة: تطويـر البحـث حـول الواحـة خاصـة فيمـا يتعلـق بجوانــب التدهــور والابتــكارات مــن أجــل التغلــب عليهــا؛ تعزيــز الوقايــة الصحيــة الدوليــة والوقايــة مــن انتشــار الأمــراض التــي تهــدد الغطــاء النباتــي الطبيعــي والمزروعــات والصحــة الحيوانيــة؛ تشــجيع الشــراكات والتبــادل والتعــاون بيــن منظمــات البحــوث والتنميــة الوطنيــة منهــا والدوليــة. ​​ 2.2 الحفــاظ علــى التقنيــات الزراعيــة وترشــيد اســتعمال المــوارد المائيــة لقـد اسـتطاعت الواحـات علـى مـر القـرون مـن البقـاء بفضــل اســتخدام ســاكنتها لتقنيــات تمكــن مــن الحفـاظ علـى التـوازن فـي هـذه النظـم الإيكولوجيـة. مــن الواجــب إيــلاء عنايــة واهتمــام خــاص لصيانــة وإعــادة تأهيــل هــذه التقنيــات الزراعيــة التــي أبانــت عـن نجاعتهـا وتأقلمهـا وأهميتهـا ومسـاهمتها فـيتحقيــق الاســتدامة. وتشـمل هـذه التقنيـات الطـرق التقليديـة المتعلقـة بتعبئـة ميـاه الـري، كمـا هـو الحـال بالنسـبة لأنظمـة «الخطـارات» المهـددة بالاندثـار إذا لـم يتـم اتخـاذ أي إجـراءات متكاملـة لصيانتهـا وحمايـة الميـاه الجوفيـة. وسيتم تأهيل التقنيات التقليدية من خلال: تعبئــة كل المــوارد المائيــة المتاحــة والمحتملــة ومنهــا: استكشــاف الميــاه الجوفيــة والفرشــات ا لعميقــة ؛ جمع مياه الأمطار؛ تحســين قــدرات تخزيــن الميــاه (الســدود والسـدود التليـة / السـدود الجوفيـة والخزانـات والأحــواض ...)؛ تعميم شبكات الصرف الصحي والتطهير؛ تركيــب محطــات معالجــة الميــاه وإعــادة اســتخدام الميــاه العادمــة فــي الزراعــة؛ تطوير المحاصيل والزراعات الأكثر ملائمة؛ إدخــال تقنيــات ري جديــدة متكيفــة مــع بيئــة الواحــة وتحســين نجاعــة الــري؛ التحــول إلــى الــري بالتنقيــط كلمــا كان ذلــك ممكنــا، وخصوصــا علــى مشــارف الواحــات؛ الاسـتغلال الأمثـل لميـاه الفيـض لاسـيما فـي سـياق التغيـرات المناخيـة؛ تحديــث الإطــار القانونــي الــذي يحكــم الحقــوق التقليديــة للميــاه الســطحية والجوفيــة (عقــد الفرشــة المائيــة)؛ تعزيــز قــدرات منظمــات المســتخدمين للميــاه الزراعيــة ونقــل الخبــرة والمعــارف. تأهيــل وصيانــة النظــم التقليديــة وإحيائهــا صيانــة النظــم التقليديــة (الخطــارات والفــكارات والشــبكات التقليديــة لتوزيــع الميــاه...)؛ الحفــاظ علــى مــوارد الميــاه الجوفيــة وترشــيد الاســتفادة مــن الإدارة المشــتركة للميــاه الســطحية والميــاه الجوفيــة. ​ يعتبــر البحــث والتطويــر مــن بيــن العمليــات التــي تســاهم فــي تعزيــز المحافظــة وتحســين التقنيــات المتبعـة فـي أنظمـة الواحـات. ويجب أن يشـمل هذا البحـث جميـع مكونـات النظـم الفلاحيـة الإيكولوجيـة مــع إيــلاء اهتمــام خــاص بالفلاحــة الواحاتيــة وبالخصـوص النخيـل بالإضافـة إلـى الأنـواع الأخـرى التــي تــزرع معــه. ومــن الضــروري لهــذا البحــث أن يشــمل مــا يلــي: المســار التقنــي والــري وتثميــن الزراعــات الموجــودة بالواحــات كالنخيــل والمحاصيــل المرتبطــة بهــا؛ إنشـاء قواعـد بيانـات خاصـة بالتقنيات الموجودة بالواحات؛ ​ وتتوخــى المبــادرة نقــل الممارســات والتقنيــات الزراعيـة الجيـدة واسـتخدام واسـتعمال التكنولوجيـات الجديــدة الملائمــة وذلــك مــن أجــل الحفــاظ علــى التقنيــات القديمــة ذات الصلــة وتقديــم خدمــات جديـدة تهـدف إلـى تحسـين فعاليـة هـذه التقنيـات. فـي هـذا الصـدد، تتوخـى المجهـودات المرتقبـة مـا يلــي: تنفيـذ برامـج التكويـن والتأهيـل المهنـي ووضـع أنظمــة لتأطيــر الفاعليــن (الإرشــاد والاستشــارة الفلاحيـة)؛ تطويــر وتعزيــز ونشــر التقنيــات الزراعيــة البيئيــة مــن أجــل تنميــة فلاحيــة متكاملــة ومســتدامة؛ تشـجيع التعاون بين معاهد البحوث والمنظومة العلمية. ​ 3.2 الحفاظ على التراث المعماري والثقافي ويركــز المكــون الثالــث مــن المحــور الثانــي لاســتراتيجية مبــادرة «واحــات مســتدامة» علــى الجوانـب المتعلقـة بالعمـران وحمايـة وتعزيـز التـراث المعمــاري والثقافــي. وتعتبــر هــذه الجوانــب ذات أهميـة لأنهـا تشـكل العناصـر المميـزة للواحـات ورمـز هويتهـا. ويتـم تنـاول هـذا العنصـر مـن خـلال ثلاثـة إجــراءات رئيســية: تحسـين الإطـار القانونـي للتعميـر مما سيسـمح بفصــل المســاحات المنتجــة عــن المســاحات المبنيـة أو المعـدة للبنـاء وتحديـد مقالـع اسـتخراج المـواد تفاديـا لضيـاع المسـاحات ذات قيمة بيئية أو علميـة. وهـذا العمـل سـيؤدي أيضـا إلـى: تحضير تشريعات عمرانية مناسبة ونشرها؛ وضــع تصاميــم لتهيئــة الواحــات بطريقــة تشــا ر كية . نشــر ثقافــة الواحــات مــن خــلال أنشــطة مخصصــة لنشــرها والحفــاظ عليهــا وتثمينهــا. وفـي هـذا الإطـار، سـوف يتـم تكريـس الجهـود حــول: تحديــد ووصــف وإحصــاء التــراث الاجتماعــي والثقافــي لمختلــف الواحــات؛ تنظيــم المهرجانــات والفعاليــات لتقييــم الممارسـات الثقافيـة الموروثـة ونشـر الوعـي للحفــاظ عليهــا؛ تطويــر وســائل للإعــلام الســمعي والبصــري تكــون فــي متنــاول العمــوم، نذكــر منهــا الأفــلام والأقــراص المدمجــة، ... إلــخ؛ وضـع شـبكة للمتاحـف البيئيـة من أجـل الحفاظ علـى حضـارة الواحات. تعتبــر حمايــة التــراث المعمــاري للواحــات، ورشــا يجــب قيادتــه بشــكل منهجــي لتصنيــف وترتيــب المواقــع وترميــم القصــور والقصبــات والمواقـع التاريخيـة وتطويـر طريقـة إدارة النظـم الإيكولوجيــة. وســوف يركــز هــذا المشــروع علــى: إعداد الجرد وتصنيف المواقع؛ ترميــم وإعــادة تأهيــل التــراث البنيانــي للواحــات؛ تطويـر نمـاذج لـدور سـكنية حديثـة تتكيـف مـع ظــروف الواحــات وتحافــظ علــى مشــهدها المعمــاري؛ القيــام ببحــوث تطبيقيــة فــي مجــال مــواد البنـاء ونشـر نتائجهـا التـي تتناسـب مع السـكن داخــل الواحــات.