الرهانات والتحديات

​

الواحات، والتي تُعرف بأنها جزر الحياة، وهي عبارة عن مساحة ممتدة وقاحلة تشكل تراثاً عالمياً مهدداً بآثار تغير المناخ وتواجه شحاً متزايداً في الموارد المائية وتدهور نوعيتها، وتآكل التربة، وانخفاض التنوع البيولوجي، وتراجع النشاط الزراعي، وتفكك مجتمعات الواحات. ويتفاقم هذا الوضع في بعض الأماكن بسبب تأثير سوء السيطرة على عملية التحضر والتصنيع. وتحتاج أنظمة الواحات، التي أضعفها تغير المناخ والأنشطة البشرية، إلى إدارتها بطريقة مستدامة من خلال دمج الأبعاد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.

​

 

ملياري نسمة في خطر

​

​

​

​

​

​

 

 

 

 

 

 

​

 

تعد المناطق القاحلة التي تقع فيها الواحات موطنًا لما يقدر بنحو ملياري نسمة. أو ما يقرب من %28 من سكان العالم. وهي تغطي ما يقرب من %40 من الكرة الأرضية، بما في ذلك %66 في أفريقيا. وهي بالتالي تشكل مساحة كبيرة من سطح الأرض وتتمتع بإمكانية زراعة الواحات.

وتغطي واحات النخيل ما يقرب من مليون هكتار وتدعم حوالي عشرة ملايين واحة. ولذلك فهذه مسألة رئيسية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

​

​

​

​

​

​

​

​

​

​

​

​

​

إمكانيات الإنتاج الزراعي

ويكمن التحدي الآخر في الحفاظ على إمكانات إنتاجات زراعية محددة وتعزيزها، والتي غالباً ما يشار إليها بالمنتجات المحلية. يعتمد النشاط الزراعي، الذي يساهم في تحقيق الأمن الغذائي للسكان، على الاستخدام الفعال للموارد المائية المتاحة وتثمينها. لقد طورت الواحات أنظمة بارعة ودراية وممارسات عميقة الجذور لاستخدام المياه وتوزيعها. وهم يعلقون أهمية كبيرة على أنظمة الأجداد هذه نظرا للقيمة الحيوية لهذا المورد الطبيعي لاستمرارية الحياة في الواحا

​

 التنوع البيولوجي النبات والحيوان

ويشكل التراث الاستثنائي الغني للواحات تحديا آخر على مستوى هذه الواحات المساحات. ومن بين هذه التراثات، التنوع البيولوجي النباتي والحيواني الغني الذي لوحظ في مستوى الواحة. وبالمثل، وعلى مر القرون، تمكنت الواحات من اكتساب سلوك مسؤول تجاه التراث الطبيعي، مما مكنها من الحفاظ عليه وتحسينه وتعزيزه. وينتج عن هذا، من بين أمور أخرى، سلالات وأنماط بيئية مناسبة تمامًا لممارسة زراعة الواحات.

 

تراث معماري

لقد مكنت الجوانب الاجتماعية والثقافية المكتسبة والمتكيفة من جيل إلى جيل من وجود أسلوب حياة داخل الواحات يسمح بالحفاظ على توازنها وكذلك استمراريتها. يشهد التراث المعماري الذي تم تطويره تقليديا داخل الواحات على هذا التكيف العميق للموائل لمواجهة عدوانية البيئة وفي نفس الوقت الإدارة الذاتية بطريقة داعمة. وتشكل هذه التراثات المتنوعة تحديات على مستوى الواحات التي أصبح الحفاظ عليها وتكييفها ضرورة للتمكن من مواجهة المستقبل.

 

تحدي لحاضر ومستقبل البشرية​

تطورت أولى الحضارات الإنسانية المعروفة تاريخياً في الواحات. وهكذا فإن الواحات هي أماكن للتاريخ البشري والطبيعي. ولذلك فهو تراث لا بد من الاعتراف به وتحليله وتعزيزه من أجل حاضر ومستقبل البشرية.
ومع ذلك، فإن الواحات مهددة بالواقع الجديد للحياة الحديثة. إنهم عالقون في دوامة من التدهور الناجم عن تغير المناخ وتفاقم بسبب الإفراط في استغلال الموارد، والهجرة، وخاصة شباب الريف، والخسارة التدريجية لخبرة الأسلاف، وإدخال أنماط حياة وسلوكيات جديدة غير متوازنة مع البيئة. التوازن الهش للواحات. مثل هذه الاتجاهات تهدد بشكل خطير استدامة الواحات.
وهي مجموعة من القضايا والتحديات التي يجب أن تأخذها مبادرة الواحات المستدامة بعين الاعتبار من أجل بلورة رؤية لمستقبل الواحات.